تعددت الافكار و تنوعت المفاهيم داخل عقلي و تضاربت الأحاسيس و المشاعر في قلبي .. منذ أن بدأت في محاولتي البسيطة لألقاء الضوء علي بعض ما أسميته أسس للحضاره الأنسانية مما افتقده سكان مصر المحروسة .. وكل يوم اجد معني قديم جديد و اراه مستحقا للتقدم عن زملاء الخير .. ويتسبب ذلك في ضياع الأيام و الاسابيع و أحيانا ضياع الأفكار ذاتها من غير أن توضع علي الورق .
بداية اعتذر عن تأخري في استكمال ما قد بدأته من مجموعة أسس الحضارة الأنسانية .. استطيع التحجج بقلة الوقت و موسم الأمتحانات و لكن الحقيقة أنه الكسل اللعين .. قدمت لي زوجتي رواية قرآتها و اعجبتها كثيرا عن الحب و مراحله و فتحت لي افاق اخري ان الحب من أهم أسس الحضارة الأنسانية أن لم يكن أهمها علي الأطلاق .. كل أنواع الحب فحب الله سبحانه و تعالي و حب نبيه الكريم صل الله عليه و سلم دافع علي فهم حقيقه هذا الحب كما ذكر السادة الصوفيين .. و من خلال و لأجل هذا الحب لابد من الأتباع و الطاعة لأوامر الله و رسوله كما يحب الأخوة السلفيون .. و بهذا الحب تسمو أرواحنا و تستحق دخول جنة الله كما نحب جميعا ..
ماذا حدث للذوق ؟
قديما سكن مصر رجل اسمه حسن أشتهر بذوقه و حسن حديثه وكرهه للمشاكل التي يثيرها الفتوات و الحرافيش ولما فاض به الكيل قرر ترك مصر و لكنه مات قبل خروجه من باب الفتوح و دفن هناك و اصبح له مقام و اصبح مثل " الذوق ما خرجش من مصر " مقوله تذكر في فض النزاعات و قتل الخلاف ..
لا يوجد خطأ مطبعي .. نعم أعني الأعلان و ليس الأعلام .. أولا لأنني أري أن الأعلام أصبح غير قابل للأصلاح .. كثيرين و أنا منهم أصبحت برامج التوك شو و القنوات الأخبارية علي أختلاف أتجاهاتها تحتاج لأدوية مضادات الحموضة عند مشاهدتها و كثيرين و أنا منهم اصبح التلفزيون بالنسبة له قنوات الكارتون و قنوات الأفلام و كفي .. ولكن وسط كل قنوات الأفلام وربما أكثر من الوقت المخصص لعرض الفيلم نفسه تهاجمك الأعلانات التجارية لمختلف المنتجات ..
أنا الوردة ..لست وردة و لكني الوردة .. انا الوحيدة الفريدة ..خلقني الله حتي اكون أحد ما يقيم به للناس أثار العظمة و بدائع المقدرة .. لست كأي شئ من المخلوقات .. أنا لا اشرب الماء ككل أنواع النبات بل أنني انتقي منه ما اشاء من قطرات .. أختارها بعد زمن من الفحص و التدقيق و قد لا أشرب القطرة كلها بل أختار منها ما اشاء من أجزاء و جزيئات و لا أحتاجها كلها .. لا أحتاج لساق تحملني و لا لأوراق تظهر جمال شكلي أنا مخلوق مستقل بذاته بدونكم جميعا أحيا وبدونكم تزداد سعادتي ..
ينفع أكون مسلم من غير ما أكون أخوان؟ كده الأخوان زعلوا و التانين انبسطوا يلا ننكد عليهم ..ينفع أكون وطني ن غير ما تأييد للسيسي ؟ كده التانين زعلوا و الأخوان أنبسطوا يلا ننكد عليهم ..ينفع أكون محب للشريعة من غير ما أبقي أرهابي ؟ كده الأرهابيين زعلوا و الشرطة أنبسطوا يلا ننكد عليهم ..ينفع أكون مطالب بحقي في أن الشرطة تبقي في خدمتي من غير ما البلطجي يثبتني ؟ كده البلطجية زعلوا و الشرطة كمان بس بتوع حقوق الأنسان أنبسطوا يلا ننكد عليهم .. ينفع تبقي حقوق الأنسان مظلة تشمل كل المصريين بما فيهم البلطجية اللي ما أخدوش حقهم من الرعاية الأجتماعية و التربية الدينية و حقوقهم في العمل و الحياة الكريمة؟
الله الله الله
دخل يوسف المسجد وسط تصاعد أصوات حلقات الذكر و صم اذنيه كعادته عند دخول مسجد الحسن وراء أو مع أحد ضحاياه القادمين من تراب الريف البكر .. تذكر ضاحكا في داخله اخر ضحاياه والذي كان يتصنع الذكاء بلا داعي فملامحه و مخارج ألفاظه تدل علي أن خطف قطعة من البسكويت من أمام طفل رضيع مهمة صعبة مقارنة باستخراج ما في داخل محفظته التي يظنها آمنة تحت جلبابه .
الله الله الله
أستيقظت كعادتي متأخرا عن اللحاق بأتوبيس الشركة ومع ذلك فعندما قابلت جاري الأستاذ حسن وقفت اسلم عليه و أحتضنه و أساله عن أولاده و أحفاده و أولاد أخيه و أولاد أخته و صحة زوجته و أمه و السيدة الفاضلة حماته و .. يبدو أن الأستاذ حسن يعلم أني متأخرا هو لا يحب أن يضيع وقتي فتركني و هو يدعو لي بالشفاء لابد و أنه سمع صوت كحتي في الليلة السابقة و علم أنني مريض بالبرد.. رجل شديد الذوق .