أسس الحضارة الأنسانية 2 – ماذا حدث للحب

-A A +A

بداية اعتذر عن تأخري في استكمال ما قد بدأته من مجموعة أسس الحضارة الأنسانية .. استطيع التحجج بقلة الوقت و موسم الأمتحانات و لكن الحقيقة أنه الكسل اللعين .. قدمت لي زوجتي رواية قرآتها و اعجبتها كثيرا عن الحب و مراحله و فتحت لي افاق اخري ان الحب من أهم أسس الحضارة الأنسانية أن لم يكن أهمها علي الأطلاق .. كل أنواع الحب فحب الله سبحانه و تعالي و حب نبيه الكريم صل الله عليه و سلم دافع علي فهم حقيقه هذا الحب كما ذكر السادة الصوفيين .. و من خلال و لأجل هذا الحب لابد من الأتباع و الطاعة لأوامر الله و رسوله كما يحب الأخوة السلفيون .. و بهذا الحب تسمو أرواحنا و تستحق دخول جنة الله كما نحب جميعا .. وبحب أنبياء الله جميعا يسهل التعايش مع اتباع كل العقائد السماوية .. و نتجاوز الأختلاف العقائدي في نقاط لأتفاق بيننا علي تبادل الحب بالحب .. و بحب حقيقي للوطن ينتهي كل خلاف سياسي و تتحول كل طاقات الإختلاف لطاقة أبداع و تنافس كريم في رفعة شأن هذا الوطن هذا البيت الجامع لنا و الموحد لحبنا .. حب العمل يحول شكاوانا من قلة المرتب و زيادة الأسعار و صعوبة الحياة لطاقة عمل ننجز بها عملنا علي اكمل وجه " مش علي قد فلوسهم" و لا " مش من أختصاصي " .. يبدع كل منا في مجاله .. نبحث عن الجديد .. ننقل خبراتنا إلي من هم دوننا لأنهم اقدر منا علي تحويل هذه الخبرات بما لديهم من علم حديث لتطوير حقيقي في مهن لازلنا نؤديها بنفس الطريقة القديمة من عشرات السنين و نجبر من بعدنا أما طريقنا أو " أنت فاشل و مش بتاع شغل" و يتحول الجديد إلي قديم ممسوخ لا هو جدد بما عرف و فهم من تطور تكنولوجي و لا هو مؤدي لدوره كالقديم بما لديهم من فهم ناتج عن خبرته .. فيتحرك رسم الأداء البياني إلي ثعبان هابط علي لوحة مربعات الدول المتقدمة .. حب العلم ينشئ مدرس يشرح لتلاميذه.. لا كيف يعربون الكلمات و يجمعون الأرقام و يرسمون الأميبا بل كيف يفكرون و يتأملون معني حقيقي وراء كل معلومة .. يحبون الدرس و المدرس و المدرسة .. يواجهون من يحاول العبث في عقولهم ..ويضيفون لأنفسهم و لمجتمعه جديد رائع .. يحب الطالب كتابه و الباحث معمله لا أن ينهيه لينال درجة الترقية و تضاف أوراق في غلاف جلدي سميك لرف كتب المكتبة حتي ينال نصيبه من ترابها و عفنها ..حب الآخر بأختلاف لونه و دينه و طبيعته .. من منا ملاك علي الأرض حتي يكره الآخر لعيوب فيه .. حب الذكر لأنثاه حتي يكون لها العون و الحصن .. الآمان و الحنان ..حب الأنثى لذكرها حتي تكون له الأم بحضنها و الأبنة بدلاها .. و كأن الحب اليوم بين الشباب واقع ما بين شهوة الجسد و غباء العقل .. فلا ينتبه المحبين إلا علي احدى الكارثتين خسارة الحبيب بالفقد أو خسارة النفس بالتواجد الجسدي دون روح في حياة اقرب منها للموت .. وكم ما امتلأت ساحات المحاكم بمن كانوا محبين أو بمعني أدق من ظنوا أنهم محبين ..حب الأسرة و الشارع و المدينة و المكان .. حب الدور الذي يؤديه كل منا أب أو أم أو أبن .. لم نتعلم كيفية الأستمتاع بالدور و متطلباته فقط تعلمنا المعاناة اليت تصاحبه و الألم الذي يغلفه .. حب الوقت و العمر .. و ايجاد كل ما يجعله اجمل و أحلي .. حب النفس بلا أنانية بل بأيمانيه بقدرتها و أهميتها و دورها الفعال القادر علي جعلها مستحقه للقب الأعظم .. خليفة الله . الحب من أسس الحضارة الأنسانية .
أضافه صغيره للمقال السابق عن الذوق و دوره في الحضارة الأنسانية.. خبر في الجريدة عن حفل زفاف " مبتكر" ارتدي فيه العريس و العروسة و اصدقائهم اقنعة مخيفة لشياطين و أشباح و رقصوا علي موسيقي اسمها .. المقبرة !!! ألف مبروك و البقاء لله