صحفيون "على ما تفرج"

-A A +A
صحفيون "على ما تفرج"

الصحفي محاور بارع , محقق , مثقف , مرجع معلوماتي , موثق للحدث كتابياً ومرئياً وباحث عن الحقيقة مهما كلفه الأمر وقدوة لكافة الناس بما فيهم اللاعبين والرسامين والممثلين و "الممثلات" هذا هو المنظور الصحيح والحقيقي للصحفي وهو كذلك في كافة الدول المتقدمة "اللي بتفهم" باللغة الدارجة لصحفيين المرحلة الحالية.

ولكن في بلدنا وبكل أسف يتم اختيار الشخص الخاطئ لممارسة الصحافة ومن هنا تستطيع أن تفسر ما نحن عليه الآن من مفاهيم مغلوطة وارتكاب أخطاء بروتوكولية كارثية للصحفيين حينما يمثلون جريدتهم سواء على أرض الميدان وسط المواطنين أو في مكاتب الوزراء والمسؤولين.
دائما نطالب بحل لننال الاحترام من الغير أثناء تأدية العمل فكيف تطلبون من الناس أن يحترموكم وأنتم لم تحترموا مهنتكم فقد أخطأتم في حق المهنة حينما أخترتم "معجبين" ليمتهنوا الصحافة فوجدناهم حينما يجالسون المشاهير يسارعون لالتقاط صوراً تذكارية معهم كالأطفال وكأنهم أقل منهم قيمة ومركز .. أيها "المعجب" توقف عن هذه السخافات فأنت من صفوة المجتمع والمشاهير يحتاجونك أكثر من أحتياجك لهم .. ولكن حينما تُعكس المفاهيم والموازين تتبدل المواقع.

وهنا نوعية أخرى ترتكب جريمة في حق الصحافة وهم "التابعين" وهى نوعية لا تترك مناسبة ولا فرصة في حياتهم المهنية وحتى الخاصة إلا ويعلن ولاءه وتشجيعه وتابعيته لمسؤول أو لوزير أو لمن أقل منهم أو أكبر مع العلم أن "ألف" "باء" صحافة هى أن الصحفي محايد لا انتماءات له ولا ولاء له غير الحقيقة ولا شئ غيرها حتى يكون له مصداقية لدى متلقيه من القراء وهو ما ينعكس على الجريدة لانه يمثل سياستها وأتجاهاتها .. أيها "التابع" كن على يقين أن المسؤول يحتاجك أكثر من أحتياجك له.

وفي ظل هذه الغفلة وهذا الخطأ الذي لا يغتفر امتلأت مقاعد المكاتب بتلك النوعيات من الصحفيين الذين لم يكتفوا بفعل ما سبق فحسب ولكن أصبح استقاء معلوماتهم وأخبارهم من الكلام المتداول على صفحات "سوشيال ميديا" وليس من المصدر كما يتم تدريسه بكليات الإعلام في سنة أولى صحافة.
الخلاصة أخطأنا والأسوأ من الخطأ الأستمرار فيه فعلينا أن نعيد حساباتنا ويتم وضع معايير وضوابط للانضمام للسُلطة الرابعة لأنها لم تعد سُلطة لأن من يمتهنها "مش مالي مركزه" لأسباب عدة منها التعليمية والثقافية والتربوية والبيئية والنفسية .. وعلى رؤوساء الصحف انتقاء صحفييهم لأنهم ممثلين لجرائدهم .. وعلى الصحفيين ان يفهموا أن أي شخص يقابلونه او يحاوروه هو في أشد الحاجة لك لا لشخصك ولكن لمركزك .. فأنت بوابة النور والشهرة له وحينما تعي هذا ستجد المشاهير ذاتهم يطلبون منك التقاط صوراً تذكارية معك.