الأربعاء 25 ديسمبر 2024
|
---|
من فنون الإدارة: كيف تفكر قليلا وتربح كثيرا؟
لا تقتصر فوائد تبني البساطة كنهج في التعامل مع الأمور على جعل الحياة اليومية للمرء تمضي على نحو أفضل، وإنما ثمة فائدة كبيرة تعود على الشركات التي تعتنق هذا المبدأ، خاصة عندما تقوم بما يبدو مبادرات معقدة.
وفي هذا الإطار، ما الذي يمكن أن يكون أكثر تعقيدا بالنسبة لشركة ما أكثر من عمليات اندماجها مع شركة أخرى أو استحواذها عليها؟ في السطور التالية الوصفة المتبعة في هذا الشأن: خذ شركة ما، وقم بدمجها بأخرى، وأعمل على أن تتفاعل العناصر الناشطة فيهما – بشكل ما - على نحو متناغم، ومن ثم يفضي ذلك لتحقيق فوائد أكبر من تلك التي يمكن لك أن تحققها بنفسك دون إتمام عملية الاندماج هذه.
وفي مختلف أنحاء العالم، يرتبط المسار المهني للرؤساء التنفيذيين وكبار المديرين بالنتائج التي تحققها الشركات التي يقومون بإدارتها عندما تنخرط في مثل هذه الأنشطة والعمليات.
وحتى في ظل التقلب الذي يتسم به الانتعاش الاقتصادي على مستوى العالم؛ تتسارع وتيرة عمليات الاندماج والاستحواذ، خاصة في الولايات المتحدة. فالصفقات التي أُعلنت مؤخرا في هذا الصدد، تضمنت صفقة استحواذ شركة "فايزر" على شركة "هوسبيرا" للبدائل الدوائية الحيوية، والتي بلغت قيمتها 17 مليار دولار أمريكي.
كما شملت صفقة استحواذ شركة "ستابلس" على شركة "أوفيس ديبوت"، والتي أُبرمت في قطاع توريد الأدوات المكتبية، بقيمة وصلت إلى 12 مليار دولار. وتترافق هذه الصفقات مع آمال عريضة تراود كبار المسؤولين التنفيذيين في الشركات التي أبرمت عمليات الاستحواذ هذه، ناهيك عن التصريحات التي تُطلق بشأن إمكانية تحقيق أرباح تصل إلى مليار دولار بفضل تفاعل العناصر المكونة للشركتين أو الشركات التي يتم الدمج بينها، وما شابه ذلك من العوامل.
وهنا يمكن القول إن عدم ورود عبارات مثل "تبني سياسات تحويلية" في البيان الصحفي الصادر عن رئيس شركة ما، يعني أن هناك من سيفقد وظيفته في قسم العلاقات العامة في الشركة نفسها. حتى مصطلح "تفاعل العناصر على نحو يزيد العائدات التي تدرها" بات يشكل بدقة إكسيرا سحريا يجعل الصفقة تؤتي ثمارها، بغض النظر عما يكمن في الأمر من تفاصيل.
ومن الواجب الإشارة هنا إلى أن ثمة العديد من صفقات الاستحواذ التي تفضي بحق إلى الإضرار بحصص المساهمين أكثر مما تؤدي إلى تنميتها، بينما نجد القليل من هذه الصفقات يحقق الأهداف المنشودة منه
عناصر للنجاح
إذاً هل يمكن أن يُعالج كل ذلك بجرعة من البساطة يضخها المديرون خلال عملية الاندماج؟ وتكمن فعالية تبني هذا المفهوم في كونه يدفعك إلى التركيز على الأمور الأكثر جوهرية التي يتوقف عليها نجاح الصفقة أو فشلها، وليس على تفاصيل أو أمور أخرى تصرف انتباه المرء، على نحو لا ينتهي، وهي كلها قضايا بوسعك أن تجد دائما من هو على استعداد لإثارتها وطرحها للنقاش.
وعلى أي حال، ففي الصفقات الخاصة بالاندماج والاستحواذ؛ ثمة طريقة تقاسمتها مع مجالس إدارات العديد من الشركات لسنوات طويلة. وفي إطارها، يمكن القول إن نجاح مثل هذه الصفقات يعتمد على ثلاثة أمور يمكن تلخيصها في الاختصار التالي "س.م.ت"، والتي تشير إلى ثلاث عبارات هي؛ السعر الذي يسدده المرء في الصفقة، والمنطق الاستراتيجي الذي يدفعه لإبرامها، وعملية التكامل بين الشركات الداخلة فيها. هذا كل شيء.
http://www.bbc.co.uk/arabic/business/2015/03/150303_vert_cap_thinking_sm...
- قرأت 2785 مرة