تجارب شركات استغنت عن البريد الإلكتروني في العمل

-A A +A
تجارب شركات استغنت عن البريد الإلكتروني في العمل

كانت كلير بيرغ تعتقد أنها تحسن التعامل مع بريدها الإلكتروني، إلى أن عادت من رحلة استغرقت 10 أيام إلى المغرب عام 2001 لتجد أن صندوق الوارد في بريدها الإلكتروني يضم 10 آلاف رسالة.

لقد تلاشت الراحة التي شعرت بها بعد هذه الإجازة، وبدأت تلوم نفسها بسبب أخذها هذه الإجازة أصلاً. ثم وفي لحظة حزن، كما تسميها بيرغ، قررت أن توقف استخدام البريد الإلكتروني لمدة سنة كاملة.

وقد وضعت ردا تلقائيا يستقبله كل من يرسل أي رسائل إلكترونية لبريدها الإلكتروني، سواء الشخصي أو الخاص بالعمل. وتضمن ذلك الرد طلباً ممن يراسلونها بأن يتصلوا بها هاتفياً بدلا من إرسال رسائل إلكترونية. لقد كانت تلك لحظة تغير هائلة في حياة بيرغ.

تقول بيرغ: "البريد الإلكتروني أداة أنانية جداً، حيث يرسل الناس رسالة محملة بالمهام دون ترو، والنتيجة أنك تصبح عبداً لصندوق الوارد في بريدك الإلكتروني، فتبدأ يومك بفتحه، ولا تغلقه حتى تذهب إلى فراشك للنوم."

كل العاملين على المكاتب يعيشون تجربة بيرغ واحباطها مع تدفق الرسائل الإلكترونية (الإيميل) إلى حساباتهم ليل نهار. ومن الممكن أن يؤثر الإيميل على أداء الشركة عن طريق تشتيت تركيز الموظفين عن القيام بالأدوار المنوطة بهم، وذلك بمتابعة رسائل غير مهمة.

أحد الباحثين قدر الوقت الذي يستغرقه الموظف للعودة إلى عمله بعد أن يفتح رسالة جديدة وصلت على إيميله ب 64 ثانية. وأظهرت دراسات أخرى أن ذلك الوقت يزيد من مجمل الوقت الضائع سدى في الشركة كل يوم.

ونظراً لعلاقته بفاعلية الموظفين وملاءمة ظروف العمل، حظي الإيميل باهتمام الشركات حول العالم. في ذات العام الذي حققت فيه بيرغ ذلك النجاح بوقف استخدام الإيميل، أعلن المدير التنفيذي لشركة "أتوس" الفرنسية للاتصالات عن حظر البريد الإلكتروني الداخلي لنحو 80 ألف موظف في الشركة.

منذ ذلك الوقت، بات حظر الإيميل وسيلة شائعة لدى الشركات لمساعدة الموظفين على المحافظة على التوازن في حياتهم العملية وزيادة انتاجيتهم. بيد أن الحظر الشامل للإيميل يمكن أن يأتي بنتائج عكسية، كما يحذر جيم هارتر، كبير الباحثين في مجال (إدارة أماكن العمل) في مؤسسة غالوب للأبحاث.

ويضيف هارتر: "تبدو للوهلة الأولى أنها خطوة صحيحة، لكن يتعين على الشركات أن تنظر إلى جذر المشكلة التي تسبب الإجهاد للموظفين." ويشرح هارتر ذلك بقوله إن منع الشركات لتداول البريد الإكتروني بعد الدوام من شأنه أن ينفر الموظفين الذين يفضلون العمل وفق ساعات عمل مرنة.
البريد الإلكتروني في مرمى النيران

بينما يبدو أن حظر البريد الإكتروني أمرا شائعاً في نوع معين من الشركات، إلا أنه يمتد الآن ليشمل نطاقاً أوسع. فقد أعلنت مصانع السيارات في ألمانيا عن سياسات للحد من استعمال الإيميل.

وكتب أحد صحفيي نيويورك تايمز مقالاً عن الوسائل التي يتبعها للتواصل مع رؤساء التحرير بديلاً عن الإيميل الإلكتروني.
http://www.bbc.co.uk/arabic/business/2015/03/150331_vert_cap_the_compani...