الخميس 14 نوفمبر 2024
|
---|
هؤلاء الأطفال يرون تحت الماء بوضوح كالدلافين
على عكس أغلب الناس، يستطيع أطفال إحدى القبائل في تايلاند الرؤية بوضوح تام تحت الأمواج، فكيف يمكنهم ذلك، وهل يمكن تعلُّم موهبتهم؟
"ما إن غمر الشاطئ المدّ، حتى بدأ هؤلاء الأطفال يسبحون. ولكنهم كانوا يسبحون بطريقة لم أر لها مثيل من قبل، إذ كانوا يمكثون تحت الماء أكثر مما يمكثون فوقه، فيما تظل أعينهم مفتوحة تمامًا، كانوا كالدلافين الصغيرة".
في أعماق جُزر الأرخبيل الواقع في بحر "أندامان"، وبمحاذاة الساحل الغربي لتايلاند، تعيش قبائل صغيرة تسمى "شعب الموكين"، ويُعرفوا أيضًا باسم رحّالة البحار. ويقضي أطفال تلك القبائل أغلب يومهم في البحر، يغوصون من أجل الحصول على الطعام.
فقد تكيّفوا بصورة نادرة للقيام بهذه المهمة، لأنهم يمكنهم الرؤية تحت الماء. وقد تبيّن أنه بالقليل من الممارسة، يمكن لأي صغير أن يكتسب قدرتهم الفريدة على الإبصار تحت الماء.
وفي عام 1999، كانت آنّا غيسلن، الباحثة بجامعة لوند في السويد تتقصّى عن مختلف جوانب الإبصار، حين اقترح عليها أحد زملائها دراسة السمات النادرة لقبيلة الموكين. وتقول غيسلن: "كنت حينذاك أجلس في مختبر مظلم طيلة ثلاثة أشهر، ثم قلت لنفسي، "نعم، لم لا أذهب لآسيا في المقابل".
سافرت غيسلن برفقة ابنتها البالغة من العمر ست سنوات إلى تايلاند واندمجا مع مجتمعات الموكين، الذين يعيش معظمهم في منازل مقامة على عواميد. وحين جاء المدّ، قفز أطفال الموكين من حولها في الماء، إذ كانوا يغوصون من أجل جلب الطعام الذي يوجد أسفل مما يمكن أن تراه أعين غيسلن وابنتها بأمتار.
وتقول غيسلن: "لقد كانت أعينهم مفتوحة تمامًا وهم يبحثون عن المحار والصدف وخيار البحر، وليس لديهم أي مشكلة على الإطلاق".
وأجرت غيسلن تجربة لاختبار مدى قدرة الأطفال على الإبصار بوضوح تحت الماء. وتقول غيسلن إن الأطفال كانوا يشعرون بالسعادة والإثارة للمشاركة في التجربة، وتابعت: "كانوا يعتقدون أنها إحدى الألعاب المسلية".
وكان لزامًا على الأطفال أن يغوصوا تحت الماء واضعين رؤوسهم على لوحٍ. ومن هناك يمكنهم رؤية بطاقة تعرض إما خطوط رأسية أو أفقية. وبمجرد أن حدق الأطفال إلى البطاقة، عادوا أدراجهم إلى السطح ليذكروا في أي اتجاه كانت تسير الخطوط.
http://www.bbc.com/arabic/scienceandtech/2016/03/160328_vert_fut_childre...
- قرأت 2432 مرة