الجمعة 15 نوفمبر 2024
|
---|
آل ثقافة آل - الجزء الثانى
سمير: لا لا لا.. دا أنا كده أفتخر بجد وأتكلم مع أصحابى عنك وأنا باقول إن مراتى فعلاً مثقفة.
منى: علشان تعرف إنك ظالمنى.
سمير: لا يا ستى مش هاظلمك تانى.. بس قوليلى إيه اللى بيحصل فى البلد اليومين دول؟
منى: بعد ما الاخوان استحوذوا على أغلبية البرلمان، وبعديها مجلس الشورى، والرئاسة أخدوها فى طريقهم، فجأة بين يوم وليلة، ملقيوش حاجة من ده كله،
سمير: وبعدين؟
منى: أبداً.. هما بيحاولوا يرجعوا بأى طريقة، زى ما قلتلك قبل كده «كل الطرق مباحة للوصول الى الهدف» حتى لو بالقتل.
سمير: هايعملوا ايه يا مثقف انت يا جامد؟
منى: هيفضلوا يفجروا هنا ويشتروا ناس هنا ويحاولوا بأى طريقة وفى الاخر لما ميلقوش فايدة هيتفاوضوا علشان يرجعوا تانى ويشوفوا مصلحتهم فين ومع مين ويتفقوا معاه.
سمير: كل ده وعاملة نفسك ما تعرفيش حاجة، طيب قوليلى أنت شايفة إيه الحل؟
منى: قولتلى الحل إيه؟ الحل يا سيدى إنهم يحطوا مصلحة مصر أولاً، وبعدين يتعمل جلسة حوار وطنى بجد.. مش زى اللى حصل قبل كده من سنة واكتر وكان اسمها حوار وطنى ومكانش فيها حد غير اللى موافق على رأيهم فقط، وقبل ده وده، يتعهدوا إنهم يلتزموا بالقرارات، وأولاها يوقفوا نزيف الدم اللى فى البلد، وبعد الجلسة يطلعوا يعلنوا للناس انهم اتفقوا على «كذا.. وكذا..»، واللى مش هيلتزم بالقرارات يبقى الناس عارفة مين اللى بيحب بلده ومين اللى مبيحبهاش.
سمير: الله عليكى يا مثقفة.
منى: بتتريق، ماشى يا عم، عارف الناس دى مشكلتهم إيه؟
سمير: قولى يا فيلسوفة؟
منى: مشكلتهم انهم عاشوا حياتهم يحلموا ازاى يوصلوا للحكم، مفيش مرة حلموا انهم بعد ما يوصلوا للحكم هيعملوا إيه؟
سمير: عندك حق فى اللى بتقوليه، طب المهم، سبينا من السياسة دلوقتى، أنا جعان وعايز أكل دلوقتى.. هتأكلينى إيه؟
منى: هو أنا باقولك كل ده علشان فى الآخر تقولى هتأكلينى إيه؟
سمير: يعنى إيه؟ أنت بتتكلمى جد.. ما فيش أكل النهارده؟
منى: لأ.. فيه جبنة وبيض ومخلل.
سمير وقد ملأه الغيظ: أنا اللى غلطان إنى قولتلك اتسقفى.
منى: اسمها اتثقفى.
سمير يهم بالوقوف والذهاب إلى والدته
منى: رايح فين وسايبنى بعد ما بقيت مثقفة زى ما أنت عاوز؟
سمير: رايح عند ست الحبايب، أكل عنها فراخ ولحمة، وخليكى أنت فى الجبنة والبيض بتوعك، والثقافة اللى طلعتلى فى البخت دى.
منى: طب خدنى معاك.
سمير: لأ، خليكى إنت بقى كلى ثقافة بقى.
ثم يترجها ويذهب نحو الباب وهو يردد بصوت عال: آل ثقافة آل.. أدى اللى أخدناه من الثقافة وبتوع الثقافة، أنا اللى غلطان، فينك يا أمى، جايلك يا ست الحبايب، ثم يغلق الباب خلفه.
منى: هو زعلان ليه؟ هو أنا عملتله حاجة؟
- قرأت 2603 مرات