الجمعة 15 نوفمبر 2024
|
---|
مكتبة الإسكندرية تشهد افتتاح مؤتمر بيوفيجن الإسكندرية 2014
شهدت مكتبة الإسكندرية صباح اليوم افتتاح مؤتمر بيوفيجن الإسكندرية 2014، والذي تنظمه المكتبة في الفترة من 7 إلى 9 إبريل 2014 بمشاركة علماء وباحثين بارزين.
يعقد المؤتمر تحت شعار "العلوم الحياتية الجديدة: العِقد المقبل". ويركز المؤتمر على ثلاثة محاور هامة؛ هي: الصحة، الغذاء والزراعة، والبيئة. ويشارك في المؤتمر هذا العام حوالي 1900 مشارك و90 متحدث.
افتتح المؤتمر كل من الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتورة ليلى إسكندر؛ وزيرة البيئة، وكوجي أومي؛ مؤسس ورئيس منتدى العلوم والتكنولوجيا في المجتمع باليابان، والسفير جيمس موران؛ رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في مصر، والدكتور أسامة إبراهيم؛ رئيس جامعة الإسكندرية.
وتحدثت الدكتورة ليلى إسكندر عن ارتباط شئون البيئة بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية، مبينة أهمية معرفة كيفية مشاركة الموارد في المجتمع بين الغني والفقير، وتقييم تلك الموارد واستخدامها وإدارتها، والتفكير فيما سيتم توريثه للأجيال القادمة من موارد.
وضربت في هذا الإطار مثالاً على سوء توزيع الموارد في المجتمع، وهو القمامة. حيث إن الفقراء ينتفعون ببقايا الموارد التي يستهلكها الأغنياء، وبالتالي فإن تقسيم الموارد حكم على الفقراء وجامعي القمامة العيش على البقايا، بينما يستهلك الأغنياء أكثر من حاجتهم.
وشددت على ضرورة تغيير ذلك، ولذلك فإن هناك اتجاه داخل وزارة البيئة يسعى لتغيير عدد من القوانين المتعلقة بالبيئة من أجل بناء الطاقات وضمان تقسيم عادل للموارد وردع محاولات تلويث الموارد البيئية، مؤكدة على أهمية إنشاء مبدأ عام في مصر يقوم على أحقية الجميع في موارد بلادهم، وإنشاء السياسات التي تضمن ذلك.
من جانبه، أعرب الدكتور أسامة إبراهيم عن سعادته لوجود هذا الكم الهائل من الشباب في المؤتمر. وأكد أن المكتبة وجامعة الإسكندرية شركاء استراتيجيين. وأضاف أنه يتمنى أن يكون هناك دمج بين العلوم وتعاون بين العلماء، وتمنى أن يتم من خلال المؤتمر وضع خطة للعمل على ذلك في العقد المقبل.
من جانبه، تحدث كوجي أومي عن منتدى العلوم والتكنولوجيا في المجتمع باليابان، مبينًا أنه تم تأسيسه للجمع بين العلماء وصانعي القرار ورجال الأعمال والإعلام لبحث كيفية الاستفادة من العلم لتحقيق الرخاء للبشرية. وأوضح أن المنتدى يضم خبراء في جميع المجالات ويناقش عدد من المحاور؛ منها التنمية المستدامة، الطاقة، الغذاء، والمياه.
ولفت إلى أنه بالرغم من التقدم الذي حققته اليابان في العديد من المجالات إلا أن ذلك لا ينطبق على صناعة الدواء، موضحًا وجود صعوبات في البحوث السريرية، ولذلك فإن اليابان لا تنافس بقوة في السوق العالمي في هذا المجال. وأضاف أنه سيتم إنشاء مركز الابتكار الطبي في أوكيناوا للقيام بتلك الأبحاث وبالتالي دعم تطوير البحوث السريرية وصناعة الدواء والمساهمة في تحسين صحة الإنسان.
وفي كلمته، تحدث السفير جيمس موران عن مجهودات الاتحاد الأوروبي في تنفيذ برامج لدعم التعليم والعلوم في مصر. وأوضح أن الاتحاد الأوروبي يتمتع بشراكات استراتيجية مع جامعة الإسكندرية ومكتبة الإسكندرية. ولفت إلى الاتفاقية التي تم توقيعها بين مكتبة الإسكندرية والمفوضية الأوروبية لتنفيذ مشروعات لدعم التنوع الثقافي والابتكار في مصر.
وأكد موران أن الإنسانية تتمتع بعلم ومعرفة يمكن تطبيقها لرفع المعاناة عن الفقراء، مشيرًا إلى أن الفقر يظل من أكبر التحديات التي تواجهها مصر، حيث زادت نسبته من 21% إلى 26% من السكان في الثلاثة سنوات الأخيرة.
وأوضح أنه في هذا الإطار بدأ الاتحاد الأوروبي في زيادة التعاون والشراكات من أجل تقوية التميز في البحث والابتكار، ومواجهة التحديات العالمية وزيادة التعاون العالمي، ودعم السياسات.
وتطرق إلى عدد من البرامج التي ينفذها الاتحاد الأوروبي في هذا الإطار؛ ومنها البرنامج الإطاري للبحوث والتنمية التكنولوجية والذي دخل مرحلته السابعة في 2013، وبرنامج يراسموس موندوس الذي يقدم منح دراسية للطلاب، وآخرها برنامج
"Horizon 2020" وهو أكبر برنامج لتمويل الأبحاث في العالم، والذي يبلغ تمويله نحو 80 مليار يورو على مدى السبع سنوات القادمة.
وفي كلمته، تحدث الدكتور إسماعيل سراج الدين عن العلوم وتحديات اليوم والمستقبل. وقال إن هناك تطبيقات هائلة للعلوم الحياتية في مجال الصحة والدواء والغذاء والزراعة وغيرها.
وأوضح أن التحدي الأكبر الذي يواجه العالم الآن هو اتساع الفجوة بين الدول المتقدمة علميًا وتلك التي لا تقدم أي إنجازات علمية، مبينًا أنه بالرغم التكنولوجيا الاتصالية الهائلة التي تجتاح العالم إلا أنه لا يوجد اتصال وتعاون كاف بين الدول في العلوم. وأكد أن العلم لا ينتقل بين الحدود، في حين أن التعاون وحده يساعد على بناء الطاقات في بعض الدول.
وعن العلم في العالم العربي، أكد سراج الدين على أننا يجب أن نكون منتجين للمعرفة وليس مستهلكين للتكنولوجيا فقط. وأضاف أنه في هذا الجزء من العالم فإن القرارات والسياسات العلمية لا تتحول إلى أفعال.
ولفت إلى أهمية الاهتمام بعدد من المحاور؛ وهي: العلم والمجتمع، الكفاءات البشرية، المؤسسات، معرفة الفرق بين القطاع العام والخاص، والتمويل.
وعرض سراج الدين على الحضور مجموعة من الإحصاءات التي تبين مشاركة الشرق الأوسط في العلم، وبين من خلال إحدى الإحصائيات أن نسبة مشاركة إفريقيا والعالم العربي لا تتعدى 2%، كما عرض رسم بياني آخر أوضح تفوق إيران وتركيا في المشاركة في العلم عن باقي دول المنطقة. ولفت إلى أن الدول الرائدة في المجالات العلمية المختلفة هي الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة، دون وجود أي دولة عربية.
وشدد على أن هناك ثورة عالمية في مجال العلوم والتكنولوجيا، وأوضح أن مكتبة الإسكندرية تقوم بعدد كبير من المشروعات في هذا الإطار، ومنها مشروع موسوعة الحياة ومشروع السوبر كورس "المليون محاضرة".
وشرح سراج الدين للحضور نموذج مبهر لدور الشباب في تقدم العلم، من خلال عمل مركز إبراهيم شحاتة للغويات الحاسوبية العربية بمكتبة الإسكندرية، وإنشاء المدونة اللغوية العربية لمكتبة الإسكندرية.
جدير بالذكر أن المؤتمر يناقش عدد من الموضوعات والمحاور؛ منها: بيولوجيا الأنظمة، الزراعة المستدامة، الثورة الجديدة في التعليم العالي، والجديد في العلوم الحياتية. وتقام الجلسة الختامية للمؤتمر في تمام الساعة الثالثة مساء يوم الأربعاء الموافق 9 إبريل، ويتحدث فيها الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية.
ويقام على هامش المؤتمر معرض بعنوان "BioFair@BioVisionAlexandria"، والذي يقدم فرصة للعارضين لعرض منتجاتهم وخدماتهم للمشاركين في المؤتمر. ويأتي ضمن فاعليات المؤتمر أيضًا معرض لشباب الباحثين لعرض أبحاثهم ومشروعاتهم من خلال ملصقات علمية، وسيكون المعرض فرصة لعقد العديد من المناقشات المثمرة وتبادل المقترحات مع عدد من العلماء من مختلف أنحاء العالم.
- قرأت 2483 مرة